القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

سجن "إيفين" الإيرانى .. "جهنم المسيحيين على الأرض" .. 15 ألف مسيحى يواجهون الموت ..والإتهامات: كفر وردة ومعاداة النظام

داخل سجن ايفين في طهران، هناك ما يقرب من 15 الف سجين يواجهون اخطر اتهامات على الاطلاق.

مارزي اميرزاده ومريم بوستامبور مسيحيتان كانتا محتجزتين داخل هذا السجن المظلم، تبدءان الان في الافصاح عن عالم ما خلف القضبان.

تقول اميرزاده وبوستامبور "كل شيء في ايفين صدمة".

من بين من يواجهون اتهامات كالاغتصاب والقتل والسرقة، في سجن ايفين، تم احتجاز الناشطتين المسيحيتين في عام 2009 لمدة وصلت إلى 300 يوما، وألصقت تهمة بهما لم يتمكنا من انكارها: "اعتناق المسيحية".

بدأ الاهتمام الدولي ينصب على قضية مريم بوستامور ومارزي اميرزاده بعد اعتقالهما في مارس/اذار 2009. لم يكن الاعتقال في حد ذاته هو الفعل الذي جذب الانتباه، ولكن طبيعة الاتهامات كانت هي المحرك الرئيس لجذب هذا الانتباه: الردة، وممارسة انشطة معادية للنظام، والكفر!

بدأت الناشطتان العمل منذ عام 2005، لكن قيامهما بتوزيع 20 ألف نسخة من الانجيل، في طهران وعدد من المدن الايرانية الاخرى، والذي سعت الناشطتان من خلاله لدحض الأفكار الواردة في الاناجيل المكتوبة بالفارسية التي تقتصر طبيعة المسيح في اطار النبوة فقط، كان القشة التي قسمت ظهر النظام.

لم يكن من الواضح حجم المعلومات لدى السلطات الايرانية حول نشاط اميرزاده وبوستامبور، لكن إصرار أجهزة الامن، اثناء مداهمة الشقة التي كانتا تنظمان فيها محاضرات ودروس في الدين المسيحي، على مصادرة الكتب المقدسة، بالإضافة إلى الضغوط التي مورست على الناشطتين اثناء التحقيقات بضرورة ايقاف أي انشطة مسيحية، توضح ان الامن كان يتتبعهما عن قرب.

النتيجة كانت الرفض القاطع. وتذكر أمير زاده انها قالت لأحد المحققين عندما طلب منها الاقلاع عن نشاطها المسيحي "حينما تقطع لساني، فقط عندها سأتوقف عن تعريف الناس بحقيقة المسيح".

بعد 259 يوما داخل المعتقل، اضطرت السلطات الايرانية إلى الافراج عن الناشطتين المسيحيتين، تحت ضغوط دولية كبيرة، ومن ثم طلبتا حق اللجوء لدى الولايات المتحدة عام 2011، لحماية اسرتهما وأصدقائهما من بطش النظام الاسلامي المتشدد في ايران، وقررتا توثيق تجربتهما في كتاب صدر حديثا بعنوان "أسير في إيران".

اعتقال اميرزاده وبوستامور في 2009 ودراسة ملابساته يعكس حملة واسعة لاضطهاد المسيحيين في ايران. طبقا لتقرير صدر عن منظمات حقوقية تابعة للأمم المتحدة، أكد خبراء ان السلطات "تسعى لتضييق الخناق بقدر الامكان على الكنائس الانجيلية"، ووصل الامر إلى اعتقال اكثر من 300 مسيحي منذ عام 2010.

واحدة من بين القضايا الأكثر جدلا، كانت تلك المتصلة بالقس الايراني يوسف نادرخاني، الذي اعتقلته السلطات في عام 2009 بتهمة الارتداد على الدين الاسلامي، وحكمت عليه محكمة بالإعدام شنقا. لكن الضغوط الدولية ايضا كانت هي من يقف وراء الافراج عنه في سبتمبر/ايلول 2012.

اخرون مازالوا يرزحون في اغلال النظام الايراني، كالقس الايراني- الاميركي سعيد عبديني الذي مازال يقبع خلف قضبان سجن ايفين، بعد ان القت السلطات القبض عليه اثناء قيامه بزيارة عائلته في شهر سبتمبر/ايلول 2013.

كثيرون مازالوا خلف اسوار سجن ايفين ينتظرون تدخل دولي او وساطة اميركية او رحمة نظام عنصري يعرفون جيدا انها لن تأتي أبدا.

وكالات

22 ابريل 2014 |