للمرة الاولى في تاريخ تركيا انتخبت الشابة المسيحية فيبروني اكيول (25 عاما) رئيسة لبلدية مدينة ماردين الكردية، جنوبي شرق البلاد، الى جانب احمد ترك (71 عاما) الذي يحظى باحترام واسع من قبل الزعيم الكردي السجين عبد الله اوجلان، بعدما رشحها حزب "السلام والديموقراطية" الى الانتخابات البلدية في 30 آذار (مارس).
وكان حزب "السلام والديموقراطية" وزع جميع المناصب العليا مناصفة بين الرجال والنساء، لتعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية.
وقالت اكيول في حديث الى موقع "مونيتور" الالكتروني ان "الحزب الكردي حضني على القتال من اجل شعبي وحقوقه، وهذا ما سأقوم به".
وسبق لتركيا ان عرفت انتخاب رؤساء بلديات مسيحيين لكن لبلدات صغيرة، وفي العام 2011 انتخب السياسي السرياني إيرول درة كأول عضو مسيحي في البرلمان في انقرة منذ العام 1960، الا ان اكيول تعتبر اول مسيحية تتسلم واحدة من بين 30 بلدية في تركيا.
وعلى الرغم من أن تركيا أصدرت نداءات للسريان للعودة الى وطنهم في مطلع الألفية، وعززت حقوقهم الاجتماعية والدينية بناء على طلب من الاتحاد الاوروبي، الا ان اكيول قالت ان مجتمعها لا يتمتع حتى الآن بامتيازات ديموقراطية كاملة، وان "السريان هنا ليسوا أحرارا، ولا يمكنهم العيش بسلام".
وحتى الآن لا تعترف تركيا رسميا بالسريان كـ "اقلية دينية" ، لذا لا يسمح لهم بتعليم لغتهم الخاصة في مدارسهم. ودمرت العديد من القرى السريانية خلال الحرب بين الجيش التركي و"حزب العمال الكردستاني".
وكان زعيم "حزب العمال" عبد الله اوجلان من أطلق أكيول في مسيرتها السياسية. وقبل انتخابات آذار (مارس) بفترة وجيزة، كان اوجلان لا يزال يعتبر القيادي البارز لنحو 12 مليون كردي في تركيا، على رغم انه يمضي حكماً بالسجن مدى الحياة في جزيرة إمرالي قرب اسطنبول منذ العام 1999.
واعترفت أكيول ان بناء شراكة مع زملاء أكراد كان خطوة صعبة في البداية، "فالاكراد لعبوا دورا رئيسيا في المجازر ضد السريان والأرمن في جنوب شرق الأناضول بين العامين 1975 و 1917"، وقالت " كان لدى أحكام مسبقة ضد الاكراد".
الا ان أحمد ترك، رئيس عشيرة كردية في منطقة ماردين، ساعد أكيول في التغلب على شكوكها. وكان اول زعيم تركي يعتذر رسميا من الارمن والسريان عن عمليات القتل التي طالتهم العام 1915، وقال حينها " أجدادنا أساؤوا معاملة هذه الشعوب ونحن كأحفاد نعتذر منهم".
"كلام الاول"
