فى الوقت الذى كان فيه وفد وزارة السياحة المصرية، فى حاضرة القصر الرسولى بالفاتيكان، يحصلون على اعتماد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ومباركته لأيقونة رحلة العائلة المقدسة
لمصر، كان كهنة وقساوسة المواضع المباركة فى مصر، يتابعون الحدث بالكثير من الترقب والفرح، فالمزارات التى يقومون على خدمتها ستنال أخيرًا حقها من الشهرة والرعاية بعد أن توضع على
خريطة السياحة العالمية لتجاور الأهرامات والمعابد الفرعونية بتلك البركة التى تفوح منها بعدما باركتها السيدة العذراء وطفلها المسيح حين ناجاه ربه فى الإنجيل فقال "مبارك شعبى مصر".
كاهن أبو سرجة: نحتفظ بموضع قدم المسيح ونرحب بالسياح
لوحة الكنيسة
القمص انجيلوس جرجس كاهن كنيسة أبو سرجة بمصر القديمة، قال لـ اليوم السابع، إن كنيسته شهدت أعمال ترميم شامل على كل المستويات، خاصة وهى الموقع المقدس الوحيد فى مصر الذى زاره المسيح مرتين، الأولى حين وقف قاربه قادمًا من رفح على المرسى النيلى المواجه للكنيسة والمرة الثانية فى طريق عودته.
كنيسة ابو سرجة
القمص انجيلوس قال إن المغارة الأثرية التى سكنتها العائلة المقدسة كانت تعانى الرطوبة ورشح المياه، فرممتها الكنيسة بالتنسيق مع وزارة الآثار المصرية وذلك للإبقاء على صورتها الأثرية مضيفًا: أجرينا دراسات على الكنيسة واستكشفنا هيئتها الأثرية وقت بنائها فى القرن الرابع الميلادى، حتى ظهرت لنا الأرضية التى داسها السيد المسيح، فغطيناها بغطاء زجاجى لكى يراها الزوار.
واستكمل: زودنا الكنيسة بخريطة ضخمة لرحلة العائلة المقدسة مجسمة لكى يرى منها السياح مسار الرحلة بكل وضوح معربًا عن سعادته باعتماد الأيقونة فى الفاتيكان.
ابو سرجة
كاهن كنيسة جبل الطير: نطالب باستعادة لوحة المسيح المسروقة من بريطانيا
أما القس ثاوفيلوس القمص متى كاهن كنيسة العذراء بجبل الطير بالمنيا، أحد مسارات الرحلة المباركة فقال لليوم السابع، إن كنيسة جبل الطير بنيت فى القرن الرابع الميلادى وتحديدًا عام 328 ميلاديا، ولها أهمية كبيرة فى التاريخ حتى أن منظمة اليونسكو وضعتها ضمن مسار العائلة المقدسة المعترف به رسميًا إلى جوار كنيسة أبو سرجة ودير المحرق بأسيوط.
جبل الطير
وأشار القس ثاوفيلوس إلى أن الكنيسة تحتضن المغارة التى لجأت لها العائلة المقدسة، سالومى ويوسف النجار والعذراء مريم مع المسيح، وهى عبارة عن قطعة صخرية مفرغة فى الجبل، وبها عشرة أعمدة متصلة ببعضها
وصحن للمعمودية من عمر العمود،و حجاب حجرى وحامل ايقونات، بالإضافة إلى ايقونة أثرية رسمها الفنان انسطاس الرومى عام 1454 م عن لوحة للقديس لوقا الانجيلى وتماثلها أيقونة أخرى موجودة فى الدير المحرق بأسيوط.
وتابع كاهن كنيسة جبل الطير: المؤرخ العلامة المقريزى كتب عن الكنيسة وقال أن لها ثلاثة مسميات الأولى جبل الطير نسبة إلى طائر البقيروس شبيه أبو قردان الذين كان يتجمع أعلى الجبل، والمسمى الثانى هو جبل البكرة نسبة لوجود بكرة ترفع الناس من أسفل لأعلى، أما الاسم الثالث فكان جبل الكف حيث كان هناك لوحة تحمل كف السيد المسيح التى طبعت حين لمس الجبل موضوعة فى أحد متاحف بريطانيا.
وطالب كاهن الكنيسة الحكومة المصرية، بالتدخل لاستعادة لوحة الكف الأثرية من بريطانيا لافتًا إلى أن الكنيسة شهدت توسعات فى العصر الحديث وتم تأسيس أربعة كنائس الأولى تحمل الأولى اسم القديس يوسف البار والثانية للقديسة سالومى، والثالثة للمسيح والرابعة للعائلة المقدسة.
وأعلن كاهن الكنيسة عن استعداده وكنيسته لاستقبال السياح المصريين والأجانب خاصة فى موسم الاحتفالات السنوى الذى يستقبل فيه جبل الطير ما يزيد عن ثلاثة مليون مسلم ومسيحى كل عام فى الاحتفالات التى تنتهى بعيد صعود المسيح.
الانبا بنفونيوس بجبل الطير
أمين دير درنكة:نوجه رسالة سلام للعالم ونرحب بالسياح فى موضع العذراء
"سنوجه رسالة سلام للعالم من قلب مغارة العائلة المقدسة بدرنكة"، بهذه الكلمات استقبل الراهب القس لوقا الاسيوطى أمين دير السيدة العذراء بجبل درنكة خبر اعتماد أيقونة العائلة المقدسة، مؤكدًا أن الدير ينسق مع هيئة تنشيط السياحة بمحافظة أسيوط لاستقبال السياح.
واعتبر لوقا، أن تقديم صورة حضارية عن الدير والكنيسة جزء من رسالة الرهبان الأقباط فى العالم، مؤكدًا أن الدير كان عبارة عن مغارة فرعونية فرغها الفراعنة من الحجارة حيث كانت مختبئًا لهم من الفيضان، حيث يعود تاريخها إلى 4500 سنة، وحين جاءت العائلة المقدسة إلى مصر، احتمت بها حيث كانت أسيوط فى هذا الوقت عاصمة الاقليم، وقررت العائلة المقدسة أن تستقل مركبًا منها وتعود إلى فلسطين مرة أخرى.
درنكة
ولفت الراهب القس لوقا، إلى أن وجود العائلة المقدسة بين أهالى درنكة ارتبط بالظواهر النورانية والمعجرات، وحين غادرت أقيمت أول كنيسة فى هذا المكان وهى كنيسة المغارة بالقرن الأول الميلادى، ولم تكن كنيسة كما هى الكنائس حاليا إنما كانت كنيسة بمعناها الروحى تقام فيها الصلوات والابتهالات.
واختتم: حين ظهرت حركة الرهبنة فى القرن الرابع الهجرى بمصر، تحول هذا المكان إلى دير، وظهر بجبل درنكة أكثر من دير ظل دير درنكة عامرًا بالرهبان واندثرت بقية الأديرة ولكنها مدونة بالتاريخ القبطى، لافتا إلى أن دير درنكة كان يسمى بدير الرهبان النساخ حيث كانت حركة نسخ الكتب مزدهرة فيه.
مغارة درنكة
