القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

بالصور.. دير “ابوالدرج” يواجه ازمة تحويله لمنتجع سياحي

الاثار تسجل 276 فدانا أثار دير ابو الدرج وهيئة التنمية السياحية تبيعها لمستثمرين
بالصور.. دير “ابوالدرج” يواجه ازمة تحويله لمنتجع سياحي

ازمة جديدة تفجرت مؤخراً بشأن دير ابوالدرج بالعين السخنة ومديرية الاثار بمحافظة السويس، حيث اتهم دير انبا بولا بالبحر الأحمر والمشرف على دير القديس يوحنا كليماكوس الشهير بدير ابو الدرج، هيئة الأثار ببيع أراضي تحتوي على أثار قبطية وتخضع للدير لصالح مستثمرين، لتحويلها لمنتجع سياحي فى ظل المشروعات الجديدة بالعين السخنة.. وذلك منذ اعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى عن مشروع جبل الجلالة.

وناشد رهبان دير انبا بولا بسرعة تدخل وزير الأثار لحماية أراضي الدير والتي سبق أن صدر قرار فى عام 2005 بوضع 276 فدانا منه للخضوع للأثار.. وهى منطقة ابو الدرج ولكن هذه المساحة تم الاستيلاء عليها وبيعها للمستثمرين دون عمل مجسات للارض لبيان ما بها من أثار فى ظل تعاون مدير أثار السويس مع المستثمرين الذين يعملون عملية الحفر وتسوية الارض!

الحفر مستمر

مازالت عمليات الحفر وطمس أثار دير ابو الدرج القبطى مستمرة بمشاركة الأجهزة الرسمية، والكنيسة تؤكد أحقيتها في تلك المنطقة التي تضم منشوبيات وقلالي رهبانية أثرية، بعدما منحتها وزارة الآثار 276 فداناً كحرم للدير، إلى أن فوجئت بأن الوزارة ذاتها قلصت المساحة إلى ثلاثة فدادين عن طريق مدير هيئة أثار محافظة السويس، وبدأت عملية اقتحام للمنطقة وتجريف الأرض بما فيها من أثار.

تسجيل 276 فدانا للاثار

وقال رهبان الدير أن قرار كل من وزير الثقافة، ورئيس المجلس الأعلى للآثار، حمل رقم 817 لعام 2005، يؤكد أن تل أبو الدرج منطقة أثرية تخضع للمجلس الأعلى للآثار، بمساحة 276 فداناً و6 قراريط و16.7 سهم، إلا أن الرهبان فوجئوا منذ عام ونصف العام بزحف معدات ثقيلة ولوادر وجرارات إلى أرض الدير، لتشييد مباني ضخمة على نحو 90 % من المساحة دون الرجوع إليهم.

منطقة القلالي المنشوبيات

وزارة الثقافة أصدرت قرارها بعد الاطلاع على قانون حماية الآثار الصادر بالقانون رقم 117 لعام 1983، وعلى قرار رئيس الجمهورية رقم 82 لعام 1994، وعلى موافقة اللجنة الدائمة للآثار

المصرية بجلستها المنعقدة فى 17 يناير 2005.. لكن عمليات التشييد ظلت مستمرة، ما دفع رهبان الدير إلى استدعاء وفد أثري برئاسة الدكتور مصطفى أمين الأمين العام المجلس الأعلى

للآثار، لزيارة المنطقة، والتأكيد على قيمتها الأثرية، والاتفاق مع رهبان دير الأنبا بولا، على عدة نقاط تحمي الآثار أهمها: إقامة كرفان يحمى الآثار القبطية من التعرض للخطر

أو التدمير، ووضع لافتة كبيرة تفيد أن المنطقة أثرية ومعترف بأثريتها من قبل المجلس الأعلى للآثار، وأن الدير يخضع لرعاية دير الأنبا بولا، بالإضافة إلى إقامة بعض الرهبان به لحماية الأثر.

واكد الرهبان انه لا يوجد أي خلاف مع القوات المسلحة بشأن الدير، بل يجدوا تعاون من الادارة الهندسية للقوات المسلحة التي قامت بشق الطريق الدولي ووضعت سور لحماية الأثار.. فالهيئة

الهندسية للقوات المسلحة اكدت في لقاءات مع ممثلها العميد اسامة بهاء ان الجيش لا يخصه سوى أرض الطريق والمارينا المائي والفندقين والتليفريك ومنتجع الجلاله.. أما باقي المنطقة خاضعة

لهيئة تنمية السياحة ومنطقة اثار ابو الدرج التي تم تسليمها لمديرية اثار السويس وقامت الهيئة الهندسية بعمل سور بين الطريق والأثر لحمايته وبعد انتهاء الطريق قامت بتدبيش جانب الطريق لزيادة الأمان.

تقرير مفصل

وقال الراهب شاروبيم انبا بولا: اكتشاف وبناء دير أبو الدرج يخضع لإشراف أنبا دانيال رئيس دير أنبا بولا، وأن الدير يعود للقرن الرابع الميلادي.. وأصدر مجمع رهبان دير الأنبا بولا تقرير مفصل، تم تقديمه لكل الجهات المعنية، يوضح بدقة تاريخ الدير وأهميته، حيث يوجد فيه بئر أبو الدرج، الذي كانت تأتي إليه كل رحلات الحجيج الذاهبة إلى القدس ومازالت ، ومنشوبيات الدير، ومغائره أعلى جبل أبو الدرج.

وقد رصد تلك المعالم ووثقها بدقة الأب موريس مارتن، بعد الاكتشافات التي عثرت عليها بعثة حفريات الآثار الفرنسية، من 1963 حتى 2005، ونشر عنها المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية، التابع لوزارة الثقافة الفرنسية.

وقال الراهب القمص بطرس انبا بولا: إن أثرية المنطقة مثبتة منذ العصور القديمة وليس فقط منذ عام 2005، حيث إن جميع الرحالة الذين مروا على تلك المنطقة من عام 1600 إلى عام 1964 أكدوا ووثقوا لوجود ذلك التجمع الرهبانى الحاشد فى

تلك المنطقة، وعلى رأسهم العلامة سيكار والأب عبد المسيح المسعودى، بالإضافة إلى ورود إشارة إلى ذلك التجمع الرهباني في كتاب دليل الأديرة القبطية للأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر، فضلاً عن تقرير أعدته بعثة فرنسية

تابعة للمعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية بقيادة الأب لويس مارتان، بالصور والخرائط التي تثبت أثرية الدير. وعلى الرغم من ذلك فإن محمود رجب المسئول بهيئة آثار السويس، لايعترف بأثرية الكنائس والقلالي والتي يرجع

تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي! وأكد الراهب أن عمليات التشييد لا تزال مستمرة، بشكل يهدد الآثار القبطية الموجودة فى تلك المنطقة، مناشداً الجهات المعنية والمسئولة عن حماية الآثار بضرورة التدخل لحل الأزمة قبل تفاقمها.

منشوبيات صوامع

لجنة لمعاينة الدير

قامت يوم الأحد الماضي، لجنة من الآثار بزيارة لمحافظة البحر الأحمر، حيث قامت بمعاينة دير أبو الدرج واللجنة جاءت برئاسة سعيد حلمي رئيس قطاع الأثار الإسلامية والقبطية

والدكتور ضياء زهران مدير عام التسجيل بالقطاع، وأحمد النمر بالمكتب الفني لوزير الأثار، ومحمد عبد الرسول رئيس الإدارة المركزية لجنوب الصعيد، ومحمود رجب مدير عام أثار

السويس، ومحمد أبو الوفا مدير عام أثار البحر الأحمر، ومحمود توني مفتش آثار البحر الأحمر، وياسر فتحي من المساحة والأملاك، ونوبي محمود مدير عام ادارة الحفائر بالأثار المصرية.

ومن المقرر أن تكتب اللجنة تقريرها بنتيجة المعاينة وذلك للنظر في تسجيل الدير من عدمه في قائمة الأثار الإسلامية والقبطية، وهو الدير الذي عاش فيه القديس يوحنا الدرجي فى القرن الخامس الميلادى.

تاريخ الدير

ويرتبط دير ابوالدرج بتاسيس الرهبنة بيد الانبا انطونيوس فى القرن الرابع الميلادي وهو جزء من أربعة تجمعات رهبانية غرب خليج قناة السويس وهم: دير انبا انطونيوس ودير انبا بولا ودير مار اوجين مؤسس الرهبنة فى بلاد ما بين النهرين بالقلزم بالقرب من السويس ، ودير ابو الدرج القديس يوحنا الدرجى 579 654 م بجبل الجلاله البحرية.

وسمى جبل الجلالة نسبتاً لكلمة الجلالى وهى منطوق كلمة القلالى التى يسكن بها الرهبان ونسبة لدير ابو الدرج حيث اطلقت بعض المسميات على المنطقة مثل بئر ابوالدرج وراس ابوالدرج وفنار ابوالدرج ووادى ابوالدرج.. ويقع دير ابو الدرج على بعد 68 كم من خليج السويس وهو فى منتصف الطريق بين العين السخنة ودير انبا بولا الذى يقع بهضبة الجلاله القبلية.

ابوالدرج محطة الحجاج للقدس

يقع دير ابوالدرج على شاطىء البحر الاحمر حيث ترى البحر من اعلى قمته حيث المغائر والمنشوبيات.. وكان القديس يوحنا الدرجى قد ترهبن فى دير سيناء سانت كاترين حاليا وسمى ابوالدرج لانه مؤلف كتاب درج الفضائل واسس دير ابو

الدرج والذى تحول ليكون موقع لمرور الحجاج من سيناء وفلسطين الى وادى النيل والذى يتمناه الحجاج وسط الطريق الصعب لدير انبا انطونيوس او لفلسطين وزادت المنشوبيات فى اواخر القرن السادس مع زيادة التجارة والحركة فى هذه المنطقة ..

ظهور اطلال ابوالدرج

ظهرت اطلال ابو الدرج رسمياً لاول مرة فى خريطة صحاري طيبه السفلى التى رسمها الرحالة سيكار عام 1717 وكتب عليه اطلال دير الدرجى كعنوان لخريطته ..

وتحدث العالم الاثرى فورتو فى عام 1900 عن وجود دير قبطى بالمنطقة، كما سجلت جمعية الدراسات الجغرافية والتاريخية لخليج السويس ابو الدرج فى برنامج المواقع القديمة التى يجب استكشافها ولكن اولت اهتمامها فى البحث عن اثار الحياة الرهبانية بالقرب من دير انبا انطونيوس بوادى عربه .

ورصدت بعثة المعهد العلمى الفرنسى للاثار الشرقية تقرير كامل عن الدير فى رحلات استكشافية بداية من عام 1953

ودير ابو الدرج يبدأ بالوادي بارتفاع 11 متر عن سطح البحر وينتهى بالمغائر فوق هضبة الجلاله بارتفاع 106 متر عن سطح البحر.

معالم الدير

رصدت البعثة الفرنسية اثار ومعالم دير ابو الدرج منها: حصن مربع واثار اخرى لكنيسة واثار منشوبيات بالقرب من الجبل وبجانب البئر، وفى المنشأة الاصلية للدير بها الكنيسة وبئر ابوالدرج ومجموعة كبيرة من المغائر.

كما تم رصدت مجموعه من النقوش القبطية والصلبان ويوجد صليب لاتينى واخر يونانى واثار للشقفات الفخارية التى ثبت انها تعود للقرن السابع الميلادى. وهناك مغارة مزينة بعدة صلبان وبها نقوش قبطية تتعدى العشرة منها اسماء الرهبان الذين قطونها لعصور متعاقبة.

علاقة رهبان دير انبا بولا بدير ابوالدرج

اهتم رهبان دير انبا بولا منذ ثمانينيات القرن العشرين بالتردد على دير ابوالدرج للخلوه والصلاة، وتم إعداد لبعض المغاير بالحجارة لاستخدامها للصلاة، ويوجد الأن عدد من الرهبان الذين يقومون بالحفاظ على المواقع الأثرية للدير واقاموا عدد من القداسات الالهية فى موقع الكنيسة القديمة فى احدى المغائر التى تعلو الجبل ب 106 امتار.

واكد الرهبان أن إعادة إحياء هذا التراث والأثر سيكون له ايجابيات كبيرة في تنشيط السياحة لاسيما مع انشاء مشروع الجلاله، وانهم فى انتظار تقرير وموقف وزير الاثار لحماية المناطق الأثرية والتحقيق في بيع اراضي أثرية للمستثمرين!

واصدر دير انبا بولا برئاسة نيافة انبا دانيال فيلم وثائقي عن تاريخ الدير وكافة الوثائق والخرائط وما تم توثيقه من المؤرخين عن تاريخ الدير. وأيضا كتاب اصدره دير انبا بولا عن دير ابوالدرج يتضمن قرار المجلس الاعلى للاثار

بوضع ارض ابوالدرج تحت اشراف الاثار ونبذة عن تاريخ الدير وتاريخ القديس ابوالدرج والحفريات والاثار بالصور ولقطات للمغائر والمنشوبيات وما وثقته البعثة الفرنسية، الكتاب به قسمين قسم باللغة العربية وأخر باللغة الفرنسية.

وطنى
12 اغسطس 2017 |