القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

الطيب: التطرُّف المسيحي واليهودي مر سلامًا على الغرب دون تدنيس الديانتين

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن المتأمل المنصف في ظاهرة الإسلاموفوبيا لا تخطئ عيناه هذه التفرقة اللامنطقية، أو هذا الكيلَ بمكيالين بين المحاكمة العالمية للإسلام من جانب، وللمسيحية واليهودية من جانب آخر، رُغم اشتراك الكل في عريضة اتهام واحدة، وقضية واحدة هي قضية العنف والإرهاب الديني.

الطيب: التطرُّف المسيحي واليهودي مر سلامًا على الغرب دون تدنيس الديانتين

وأضاف الطيب، فى كلمته بمؤتمر "الحرية والمواطنة... التنوع والتكامل" والذى ينظمه الأزهر الشريف برعاية رئيس الجمهورية، أن التطرُّف المسيحي واليهودي مر بردًا وسلامًا على الغرب دون أن تُدنَّس صورة هذين الدينين الإلهيين؛ وإذا بشقيقهما الثالث يُحبَسُ وحده في قفص الاتهام، وتجري إدانتُه وتشويه صورتهِ حتى هذه اللحظة.

وأكد أن أبشع صور العنف المسيحي واليهودي مرت بسلام في فصلٍ تامٍ بين الدِّين والإرهاب، ومنها على سبيل المثال: اعتداءات مايكل براي بالمتفجرات على مصحات الإجهاض، وتفجير في تيموثي ماكْفي للمبنى الحكومي

بأوكلاهوما، وديفيد كوريش، وما تسبب عن بيانه الديني من أحداث في ولاية تكساس.. دع عنك الصراع الديني في أيرلندة الشمالية، وتورط بعض المؤسسات الدينية في إبادة واغتصاب ما يزيد على مائتي وخمسين ألفًا من مسلمي ومسلمات البوسنة.

وأوضح أن صِراع الإنسان وأخيه الإنسان، لم يكن ذات يوم رسالة الأديان ولا رسالة الأزهر الشريف، ولا رسالة الشرق المتسامح، بل ولا رسالة الغرب المُتحضِّر المُتعقِّل، منوها أن الإسلاموفوبيا إذا لم

تعمل المؤسسات الدينية في الشرق والغرب معًا للتصدي لها، فإنها سوف تطلق أشرعتها نحو المسيحية واليهودية إن عاجلًا أو آجلًا، ويومها لا تنفع الحكمة التي تقول: أُكِلْتُ يومَ أُكِلَ الثَّورُ الأَبيَض.

وأضاف، أن المتربصين بالأديان من الملحدين والمعلنين موت الإله والمروجين للفلسفات المادية والآتين من أقبية النازية والشيوعية، والداعين لإباحة المخدرات، وتدمير الأسرة، وإحلال نظام الجنس

الاجتماعي، وقتل الأجنة في بطون أمهاتها، والتشجيع على الإجهاض وحق التحول إلى ذكر وأنثى حسبما يريد المتحول ومتى يشاء، والعاملين على إحلال العولمة محل القوميات، والداعين للعولمة، وإزالة

الفوارق بين الشعوب، بعد القضاء على ثقافاتها، والقفزِ على خصائصها الحضارية والدينية والتاريخية، وهو نداء ينمو اليوم ويتطور مطالبًا بأن يكون ذلك من سلطات الاتحاد الأوروبي.. كل هذه الدعوات

وغيرها كثير، قادمة بقوة، وسوف تكتسح في طريقها أول ما تكتسح الأديان الإلهية، لأنها في نظرهم مصدر الحروب، فالمسيحية ولَّدت الحروب الصليبية، والإسلام ينشر الإرهاب والدماء، ولا حل إلَّا إزالة الدين من على وجه الأرض.

صدى البلد
28 فبراير 2017 |