القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

حكايات ما قبل التهجير: المسلمون فتحوا بيوتهم لجيرانهم الأقباط

"ماريا": جارتي كانت تديني عباية وحجاب وتنزل معي تحميني.. و"دميانة":
حكايات ما قبل التهجير: المسلمون فتحوا بيوتهم لجيرانهم الأقباط
جيراني بكوا علينا بالدموع واحنا ماشيين

صباح أمس الأول، استيقظ "جمال" كعادته مبكرا، فتح باب منزله ليجد منشورا من الإرهابيين تحت عتبة الباب، سارع بقراءة ما به، ليجدها قائمة بأسماء الأقباط التي يتوعد "دواعش سيناء" بتصفيتهم إذا لم يتركوا مدينتهم العريش، توقفت أنفاسه حينما وجد اسمه ضمن القائمة، وقتها علم أن المنشور ليس سوى رسالة تهديد مباشرة بالقتل، فقرر أن يهجر مدينته، ويترك كل ما يملك.

لم يكن هذا هو التهديد الوحيد الذي تلقاه جمال، فبعد مقتل صديقه "سعيد" في منزله، أخذ المسلحون هاتفه، واتصلوا به، ليهددوه صوتيا بشكل مباشر، ما دفع جيرانه المسلمون لاستضافته وعائلته في منزلهم لحمايته وأسرته لحمايتهم من الإرهابيين.

"أنا المسيحي في شركة المية، زمايلي عايزين يجيبولي حتة من السما، مكانوش مصدقين إني ماشي"، يقولها جمال بعيون تغالب دموعها، وهو يحكي لـ"مصراوي" عن عروض الاستضافة التي انهالت عليه خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة، من زملائه في الشركة.

لم يكن "جمال" حالة فريدة من نوعه، فقد تكرر الموقف مع "دميانة" الأرملة الخمسينية والأم لـ7 أبناء، والتي احتمت في منزل جيرانها المسلمين منذ صباح يوم النزوح وحتى الموعد المحدد لبدء رحلة الهرب في منتصف الليل، خوفا من أن يهاجم المسلحون منزلهم لذبحها وأطفالها في سويعاتها الأخيرة في العريش، لتختتم "كانوا بيبكوا علينا بالدموع واحنا ماشيين".

"ماريا" نازحة تجاوزت الأربعين من العمر كان لها قصة مختلفة مع جيرانها المسلمين، روتها لنا قائلة: "احنا مبنعرفش ننزل من البيت، الإرهابيون لما بيشوفوا ست مسيحية بيضايقوها ويشتموها، علشان أنزل كنت بنزل مع جارتي المسلمة، وتديني عباية وحجاب، وترجع معايا".

مع كل حالة قتل وتمثيل بجثث الأقباط، كانت تنتقل نجلاء مع زوجها وابنتها إلى الشقة المقابلة لشقتها، بدعوة من جيرانهم المسلمين، خوفا من أن يكون قد حان دورهم في الموت غير الرحيم، وحينما كانت ترفض وزوجها استحياء منهم، كان المسلمون يمكثون معهم في الشقة، احتسابا منهم أن ذلك حماية لهم، واستعدادا منهم أن يتلقون نفس المصير.

مصراوى
25 فبراير 2017 |