القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

الأنبا بيمن منسق العلاقات بين الكنيستين المصرية والإثيوبية: الكنيسة المصرية تدعم التنمية بإثيوبيا لكن دون الإضرار بشعب مصر

تظل الكنيسة القبطية المصرية مع الأزهر الشريف من أهم عناصر قوة مصر الناعمة، ولأنها كنيسة وطنية فقد لعبت عبر عمرها الطويل أدوارا مهمة في لحظات تاريخية فارقة، يكفي أن تقلب صفحات

الأنبا بيمن منسق العلاقات بين الكنيستين المصرية والإثيوبية: الكنيسة المصرية تدعم التنمية بإثيوبيا لكن دون الإضرار بشعب مصر

الزمان لتعرف كم كانت لبنة صلبة في الجسد المصري، ومصالح الوطن العليا، ومن بين هذه المواقف جهود الكنيسة القبطية المصرية للحد من أي أخطار تتهدد تدفق مياه النيل من إثيوبيا، منذ أول مرة

في عهد المستنصر بالله الفاطمي عندما عم القحط بعد بناء الاحباش سدودا علي النيل، فبعث المستنصر البطريرك ميخائيل الي الحبشة وحمله بهدايا للنجاشي الذي فتح سدا كان يمنع تدفق مياه النيل الي مصر.

وكذلك مع البابا بطرس الجاولي في عهد محمد علي عام 1834، وفي عهد سعيد باشا عام 1845 بعث الخديو بالبابا كيرلس الذي استطاع بحكمته الإسهام في تدفق مياه النيل الي مصر.

والتاريخ يعيد نفسه الان مع حضور دور للكنيسة المصرية دعما للدولة في حل ازمة سد النهضة، نظرا لتأثيرها الديني والروحي الكبير علي الكنيسة الاثيوبية رغم انفصالهما من خلال توظيف الدور الديني والتاريخي والثقافي للكنيسة المصرية في اثيوبيا.

هنا يأتي دور قداسة البابا تواضروس الثاني الذي كلف الانبا بيمن اسقف نقادة وقوص للقيام بدور المنسق للعلاقات بين الكنيستين المصرية والاثيوبية والذي كان للأهرام هذا الحوار معه.

في البداية الكنيسة القبطية المصرية تتمتع بتأثير ديني وثقافي وتاريخي ليس في اثيوبيا وحدها ولكن في سائر القارة الافريقية هل استثمرت الكنيسة هذا الدور في حل ازمة سد النهضة؟

الكنيسة القبطية ظلت حريصة علي التواصل دون انقطاع مع الكنيسة الاثيوبية حتي في فترات الخلاف السياسي بين مصر واثيوبيا، تجلي ذلك في تبادل الزيارات وحضور مناسبات الكنيسة

الإثيوبية، وقد كلفت من قداسة البابا تواضروس الثاني بمسئولية العمل التنموي والخدمي بالتنسيق مع الكنيسة الاثيوبية منذ اربع سنوات، وأزور إثيوبيا بصفة دورية بمتوسط 4 زيارات

سنوية لدفع العمل التنموي والخدمي والاجتماعي ليصل الي الشعب الأثيوبي وأؤكد لك ان العلاقات الآن بين البلدين أصبحت افضل كثيرا وتسير في الطريق الصحيح رغم التوتر السائد حول سد

النهضة. وقد قررت الكنيسة التركيز علي التعليم والجانب الاقتصادي والاجتماعي والمجالات الخدمية علي أسس واضحة هي ان الكنيسة المصرية تشجع التنمية في إثيوبيا لكن دون الاضرار بمصر وشعبها.

وأولت الكنيسة اهتماما كبيرا بالتعليم في اثيوبيا في محاولة لمحو الصورة الذهنية السلبية عن بلادنا في عقول التلاميذ الإثيوبيين التي تصور مصر بالدولة المستعمرة في عهد الخديو إسماعيل وتصفها في العصر الحديث بالدولة

الانانية التي لا تريد التنمية والاستقرار للشعب الأثيوبي وتحصل علي نصيب الأسد من مياه النيل وتستغلها في السياحة والزراعة والصناعة والتنمية، برغم ان هذه المياه تخرج من الأراضي الاثيوبية التي يواجه شعبها العطش والمجاعات.

ولأن الشق التعليمي مهم لتغيير الصورة السلبية عن مصر وخدمة مصالحها قامت الكنيسة المصرية مؤخرا بافتتاح مدرستين في اثيوبيا وهي تجربة نجحت في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والتي قامت علي استضافة الطلبة الافارقة

للدراسة في مصر الذين اصبح عدد كبير منهم فيما بعد قادة وزعماء الدول الافريقية مما يجعلهم دائماً ممتنين لمصر ومتعاطفين معها، ولذلك أطالب الحكومة بإقامة جامعة مصرية في اثيوبيا لتوضيح صورة مصر الحقيقية للشباب الإثيوبي.

وعلي التوازي مع محور التعليم بدأت الكنيسة بمحور الخدمات الطبية وتواصلت بالتنسيق مع وزارة الصحة الاثيوبية لاستقبال قوافل طبية من أبناء الكنيسة قادمين من مصر واستراليا وامريكا وكندا بمعداتهم واجهزتهم يحملون علم مصر حتي

أصبح المواطنون الأثيوبيون يترقبون وصول هذه القوافل الطبية ليتجمعوا حولها بحثا عن الشفاء وهذا العام وصلت 8 قوافل طبية إلي اثيوبيا واقام الدكتور مجدي يعقوب مركزا للقلب في اثيوبيا كما اقام دكتور محمد غنيم مركزا لعلاج الكلي.

من ناحية أخري، استطاعت الكنيسة ان تصل خدماتها الي المناطق النائية وانا أري ان الشعب الإثيوبي يستحق لأنه شعب طيب وليس شريرا بطبعه ولا تزال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخيرة لأثيوبيا وكلماته التي قال فيها للإثيوبيين: شعب مصر يحبكم ويتمني لكم الخير والاستقرار محفورة في اذهانهم ويرددونها حتي الآن.

ولعبت الكنيسة دورا هاما علي الجانب الاقتصادي والذي تعتبره الرافعة التي تدعم العلاقة بين البلدين من خلال خلق مصالح اقتصادية مع الجانب الأثيوبي وتعظيمها بتشجيع المستثمرين المصريين خصوصا المهاجرين في أمريكا وكندا وأستراليا وأوروبا علي

الاستثمار في اثيوبيا لتحقيق التنمية بها ويركز رجال الاعمال المصريون علي إقامة مصانع ادوية وتحسين الإنتاج الزراعي والحيواني وأيضا في مجال المقاولات الي جانب دول أخري تستثمر هناك مثل السعودية والصين وإيران وقطر وهي تستثمر بأرقام فلكية.

لم تغفل الكنيسة الجانب الاجتماعي والخدمي مثل الوحدات الصحية والانفاق علي الملاجئ وبيوت الايتام والجوانب الترفيهية للأطفال وتقديم الهدايا واللعب والملابس والاغطية إليهم ولذلك ينتظرون وفد الكنيسة في كل زيارة لنا.

ومن ناحية أخري هناك شق زيارات وجولات القيادات الدينية مثل زيارة البابا تواضروس الثاني لأديس ابابا واجتماعه برئيس البرلمان الإثيوبي والبطريرك الأثيوبي أبونا متياس الاول للقاهرة والتي تعهد فيها بعدم الاضرار بمصر بعد الشروع فى بناء سد النهضة.

ويؤكد الانبا بيمن انه من خلال القوة الناعمة للكنيسة القبطية المصرية والدبلوماسية الشعبية كان لهذه الزيارات مردود شعبي كبير علي علاقات البلدين ودفع مفاوضات سد النهضة إلي الامام.

ويقول أسقف نقادة وقوص إن الحملات الاعلامية كان لها تأثير سلبي، كاد يجعل مشكلة سد النهضة صعبة الحل وهو ما حفز الشعب الأثيوبي للاصطفاف حول مشروع بناء السد باعتباره مشروعا قوميا حتي الذين يمارسون التسول في اثيوبيا قاموا بالتبرع بحصيلة يوم من التسول شهرياً لبناء السد.

.. ما هي توقعاتك بالنسبة لمسارات الأزمة؟

عند زيارتي الأخيرة لأثيوبيا لمست الكثير من الإيجابية خصوصا بعد الاتفاق الأخير ولا يمكن ان ننكر حاجة الشعب الأثيوبي للتنمية والأمان وان حسن النوايا المتبادل سوف تؤدي الي حل سلمي للازمة بين البلدين ويحقق الرضا للشعبين.

.. وما هي تطورات الخلاف مع اثيوبيا حول دير السلطان؟

دير السلطان ارض مصرية 100% وتهم الحجاج المصريين ومصر تملك كل الوثائق التي تثبت احقيتها في الدير سواء في عهد السلطان العثماني وملك الأردن وهي ارض محتلة من إسرائيل.

كيف تري وضع الاقباط في مصر الآن؟

وضع المصريين جميعا في عهد الرئيس السيسي أفضل وليس الاقباط وحدهم ولأول مرة في التاريخ المصري، أن يقوم رئيس الجمهورية، بزيارة للكنيسة الأرثوذكسية، ثلاث مرات كانت الاولي خلال احتفالات أعياد الميلاد، واوامره للقوات المسلحة بترميم جميع منشآت الكنيسة التي دمرها الإخوان، علي نفقة الدولة الي جانب صدور قانون بناء الكنائس وترميمها وتأصيل فكر المواطنة علي ارض الواقع.

وكانت الزيارة الثالثة للعزاء في المصريين ضحايا الحادث الارهابي بليبيا. ولا ينسي المصريون ثأر رئيسهم وجيشهم لأبنائه الأقباط عندما وجهت مصر ضربة جوية لأهداف تابعة لتنظيم داعش في ليبيا، بعد ساعات قليلة من بث التنظيم الإرهابي لمقطع ڤيديو يظهر فيه عدد من عناصره يذبحون 21 قبطيا مصريا.

هل هناك فتنة طائفية في مصر؟

هذا السؤال يجيبك عنه اساتذة علم الاجتماع في الجامعات المصرية، ولكني أؤكد لك ان العلاقة بين المسلمين والمسيحيين تسير بصورة طبيعية وجيدة وقائمة علي الاحترام المتبادل وهو ما ألمسه بنفسي في محافظة قنا بوصفي أسقف

نقادة وقوص حيث لا توجد بالمحافظة أي مشكلات طائفية او تجاوزات وكلنا مصريون. ونؤيد بقوة فكر الرئيس السيسي في مواجهة بذور الفتنة برؤيته الشاملة والعميقة بضرورة تجديد الخطاب الديني، توضيح الصورة الحقيقية السمحة للإسلام.

الاهرام
12 اكتوبر 2016 |