رغم إعلان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عدم دعمها لمرشحين بعينهم، إلا أن بعض عدد من الصفحات المحسوبة على التيار السلفي الداعم لحزب النور أكدت حشد الكنيسة للأقباط للتصويت ضد الحزب.
البابا: لا يمكن توجيه الناخبين
أكد بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني، في حوار سابق لقناة الحياة، في نوفمبر 2014، أن الكنيسة قد تدعو المصريين للمشاركة في الانتخابات دون التوجيه لانتخاب قائمة أو مرشحين بعينهم، لأن المصريين يمتلكون من الوعي ما يمنعهم من التأثر بتوجيه أحد، واصفا مسألة توجيه الناخبين بأنها أصبحت "موضة قديمة".
ورغم تأكيد البابا على عدم الدعوة لانتخاب أو عدم انتخاب أحد، إلا أنه وصف الأقباط المترشحين على قائمة حزب النور بأنهم يمارسون سياسة "خالف تُعرف"، و"ليس لهم مصداقية أمام المسلمين والمسيحيين"، ثم عاد وأكد أن كل شخص حر في تصرفاته، مشيرا إلى أن الكنيسة لن تتخذ أي إجراء ضدهم.
ورغم عدم مشاركة البابا في الانتخابات نظرا لتواجده بالولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه دعا، مساء أمس الإثنين، المصريين بالخارج للمشاركة في الانتخابات البرلمانية حتى تكتمل خارطة الطريق التي أُعلنت في 3 يوليو 2013.
الأنبا موسى: ندعو للقيام بالواجب الوطنيوفي اليوم الثاني من أيام الانتخابات، أكد أسقف الشباب، الأنبا موسى، على حسابه الشخصي بموقع التغريدات القصيرة "تويتر"، على ما قاله البابا تواضروس بأن الكنيسة تدعو الجميع لممارسة "الواجب الوطني" دون توجيه لصالح أحد.
بثت قناة الجزيرة القطرية، مساء أمس، تسجيلا مسربا منسوبا لرئيس حزب النور، يونس مخيون، يدعو خلاله أعضاء الحزب ومناصريه لمواجهة ما أطلق عليه "حشد النصارى".
وفي أثناء يومي الأحد والإثنين، نبهت عدد من الصفحات المنتمية للتيار السلفي والداعمة لحزب النور في الانتخابات، وبعض مشايخ الدعوة السلفية، مثل الشيخ خالد منير الحوفي، من "خطورة المقاطعة"، وحذرت من أمرين أساسيين وهما "حكم نجيب ساويرس لمصر" في حالة خسارة حزب النور، والثاني كان ما أسموه بـ"حشد النصارى".
من جانبه استنكر المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القس بولس حليم، الحديث عن توجيه الكنيسة للأقباط أو حشدهم ضد أحد، نافيا أن تكون الكنيسة قد قامت بـ"تشكيل غرفة عمليات" للانتخابات.
وقال القس بولس حليم، في تصريحه لـ"دوت مصر"، "لا أعلم كيف يمكن أن نشكل غرف عمليات، ولا أعرف ما المقصود بها، فالكنيسة أعلنت مرارا وتكرارا أنها على مسافة واحدة من كل المرشحين، ولا تدخل من قريب أو بعيد في العملية الانتخابية، وهناك فرق بين دعوة جميع المصريين للمشاركة الإيجابية، وبين التوجيه لصالح مرشحا بعينه".
واستنكر المتحدث الرسمي للكنيسة بقوله: "المعروف أنه في جميع الانتخابات أعداد المشاركين تتزايد في اليوم الثاني، فلماذا يتم تحميل الأقباط والكنيسة فقط مسؤولية زيادة أعداد المقبلين على التصويت، وهم دائما ما يوصفون بالأقلية، ثم إذا افترضنا حدوث ذلك، أليس من حق كل مواطن أن يشارك في الانتخابات".
وأضاف حليم أن البابا تواضروس لا يمكن أن يوجه أحد وهو في الخارج، نافيا ما أثير عن قيامه بالتصويت في الانتخابات من الولايات المتحدة، وذكر أن البابا سوف يشارك في التصويت بانتخابات الإعادة بين المرشحين التي ستجرى في نوفمبر.
وأغلقت لجان الاقتراع أبوابها، الاثنين، في تمام الساعة التاسعة في انتخابات المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية بـ 14 محافظة، هي "الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح"، وبدأت علميات الفرز فور الإغلاق فيما مدت بعض اللجان فترة عملها للانتهاء من تصويت الناخبين.
