سادت حالة من الغضب بين سكان منطقة "هورن" بمدينة هامبورج شمالي ألمانيا ، جراء تحويل كنيسة لوثرية قديمة الي مسجد ، لتكون أول كنيسة يتم تحويلها الي مسجد في ألمانيا.
وتعود الواقعة عندما تمكن "مركز النور الإسلامى" عام 2012 من شراء مبنى الكنيسة التي أُنشئت عام 1961 ، وذلك بغرض تحويلها إلي مسجد .
ولإحتواء ردود الأفعال الغاضبة ، أكد مدير المركز ان الكنيسة فارغة من عشر سنوات تقريبا ، في الوقت الذى يبحث فيه أعضاء المركز والبالغ عددهم 500 مسلم ، عن مكان مناسب لإنشاء مسجد ، مشيرا الي ان أكثر ما كان يقلقه في أختيار مبنى الكنيسة وتحويله الي مسجد هو ردود أفعال السكان في محيط المبنى.
وأضاف مدير المركز ، ويدعى الشيخ "عابدين" وهو من أصول لبنانية، ان المسلمين أصبحوا جزءا من المجتمع الألماني، داعيا بلدان اوروبا الغربية إلى الإعتراف باحتياجات مواطنيها المسلمين، مشيرا الي أن المركز سيحترم تاريخ بناء مبنى الكنيسة ولن يغير في شكله الخارجي سوى استبدال الصليب، بكلمة الله بالعربية.
وعلي جانب آخر ، طالب القس المتقاعد "هيلغة ادولفسن" ، الحزب الديمقراطى المسيحى الحاكم بسرعة وقف المشروع ، مقترحا ان يتم هدم الكنيسة وتسويتها مع الأرض علي تحويلها الي مسجد ، وأرجع المشروع على انه رمز لما يُسمى في اوساط اليمين "أسلمة المانيا" ، واصفا اياه بـ "صدع في السد".
وفي سياق متصل ، قرر عدد من سكان المنطقة عمل وقفة إحتجاجية امام المبنى ، في حين خرجت بعض الأصوات تنادى بالتريث بإصدار الأحكام ، والإنتظار حتى يتم الإنتهاء من المشروع فعليا ويتم رفع الصليب من أعلى الكنيسة .
ومن جانبه قال البروفيسور "رؤوف كيلان"، استاذ الدراسات الدينية في جامعة "اوزانبروك" إن مسجد النور كان نموذجاً لما يُسمى "مساجد الباحات الخلفية" التي أنشأها المسلمون منذ بدأوا الوصول إلى المانيا الغربية بأعداد كبيرة في الستينات.
واضاف البروفيسور كيلان، لصحيفة نيويورك تايمز "ان المسلمين كانوا وقتذاك يريدون العودة إلى اوطانهم، ولذلك لم يريدوا شراء مبان كبيرة" يصلون فيها.
واشار كيلان، إلى ان الوضع يختلف اليوم، فالمسلمون باقون في المانيا "ولهذا السبب يريدون بناء مساجد حقيقية".
